فقال يسوع: لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك.
قال له الشاب: هذه كلها حفظتها منذ حداثتي، فماذا يعوزني بعد؟ قال له يسوع: إن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبع أملاك واعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني " (متى ١٩: ١٦ - ٢١) .
ومن الملاحظ أن المسيح قبل أن يجيب السائل إلى سؤاله، فقد صحح صيغة السؤال، فنفى الصلاح عن نفسه، ورده إلى الله الذي تفرد في ذاته وصفاته. وبذلك قرر المسيح على رؤوس الأشهاد أن " لله المثل الأعلى في السموات والأرض "، وأن أي خلط بين الله - سبحانه - وبين المسيح، إنما هو قول مردود وكفر مرفوض.
ومن ذلك يتبين أن الخلاص الحق يقوم على الإيمان بالله الواحد، ثم العمل الصالح. ولا مجال للحديث هنا عن الصلب أو الصليب، فتلك كلها مسميات قال بها بولس وتلاميذه، ما أنزل الله بها من سلطان.
٢ - في يوم الدينونة تكون النجاة بالعمل الصالح بعيدا عن الصلب وفلسفاته، بل وحتى اسمه. فهناك " يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا. . رِثوُا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إليَّ.
فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك. أو عطشانا فسقيناك. ومتى رأيناك غريبا فآويناك أو عريانا فكسوناك؟
فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقول لكم بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي الأصاغر، فبي فعلتم. ثم يقول الملك للذين عن اليسار: اذهبوا عني