ثم قام الملك باكراً عند الفجر وذهب مسرعاً إلى جب الأسوُد. فلما اقترب إلى الجب نادى دانيال بصوت أسيف. أجاب الملك وقال لدانيال. يا دانيال عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسوُد؟ فتكلم دانيال مع الملك، يا أيها الملك عش إلى الأبد. إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسوُد فلم تضرني لأني وجدت بريئاً قدامه وقدامك أيضا. أيها الملك لم أفعل ذنباً.
حينئذ فرح الملك به وأمر بأن يصعد دانيال من الجب، فأصعد دانيال من الجب ولم يوجد فيه ضرر لأنه آمن بإلهه.
فأمر الملك فأحضروا أولئك الرجال الذين اشتكوا على دانيال وطرحوهم في جب الأسوُد هم وأولادهم ونساءهم. ولم يصلوا إلى أسفل الجب حتى بطشت بهم الأسود وسحقت كل عظامهم " (٦: ١٣ -٢٤) .
هنا حدثت المعجزة حقاً، إذ رفعت الأختام في وجود شهود عاينوا دانيال قائماً بينهم حيا، قد انتصر على الموت الذي كان ينتظره في فم الأسوُد، وشهد بذلك أعداء دانيال وأصدقاؤه على السواء.
فلو كان المسيح هو ذلك الذي صلبوه، ثم وضعوه في القبر، ثم أقاموا عليه حراساً وختموه، لكان الأولى به حين يقوم من الموت - كما يدعون - أن يحدث ذلك على مرأى ومسمع من أعدائه قبل أصدقائه، حتى تتحقق المعجزة بشهادة الشهود، خاصة وأن المسيح مارس معجزاته كلها أمام الناس سواء المؤمنين به أو المكذبين له.
أما أن توجد مقبرة خالية، فيقال إن المسيح الذي دفن فيها قد قام ولم يره أحد، فذلك شيء لا يقوم على أي أساس بسبب التضارب الواضح فيما ترويه الأناجيل عن القيامة التي تعتبر ركيزة من ركائز العقائد المسيحية والتي تفوق في أهميتها خروج دانيال حياً من جب الأسود آلاف المرات.