نعم. . لقد كان همكم - كما قال برنارد شو - هو تدريب المسيحيين على كراهية محمد والقرآن والإسلام.
ولقد انتهزتهم كل خطأ أو تصرف أحمق يصدر عن بعض من في العالم الإسلامي سواء كانوا أفرادا أو جماعات، لتقولوا هذا هو الإسلام. . رغم أنكم أول من يعلم كذب هذا القول، لأن الإسلام شيء والمسلمين وسلوكهم وما هم عليه من ضعف الآن شيء آخر بعيد عن الإسلام.
إنكم تعلمون يقينا أن هناك حضارة إسلامية قامت على نصوص القرآن وتعاليم النبي وروح الإسلام التي تدعو إلى العلم وتحرير الفكر والنظر في الكون، فانتشرت المدارس وحلقات العلم ونبغ العلماء في شتى فروعه مثل: الطب والفلك والرياضيات والطبيعيات والكيمياء والصيدلة. ولا يزال إدخال الصفر في الحساب واكتشاف خاصية اللوغاريتم - الذي لا يزال اسمه يشير إلى مصدره الإسلامي وهو الخوارزمي - من أعظم الإنجازات في عالم الرياضيات، كما اعترف بذلك أولو الفضل والعلم من الأوروبيين والأمريكيين.
هذا، على حين أن الحضارة الغربية الحديثة لم تقم لها قائمة إلا بعد أن تحررت من سلطان الكنيسة - التي أحرقت العلماء ومنهم برونو لا لشيء إلا لأنه قال إن الأرض كروية - ثم أخذت علوم المسلمين واهتدت بأساليبهم في البحث والتجريب ومن ثم كانت هذه النهضة الأوروبية الحديثة. ولا أريد أن أذكركم أنه بينما كانت الحضارة الإسلامية تتألق في عصر هارون الرشيد كان معاصره شارلمان - سيد أوروبا - مشغولا بتنصير الوثنيين الأوروبيين بحد السيف. ويكفي أن أذكر ما تقوله وثائقكم التبشيرية من أنه قتل في يوم واحد ٤٥٠٠ وثنيا رفضوا التعميد والتحول للنصرانية، وكانت المعاهدات بينه وبينهم تقضي بالتنصير وإلا فالقتل هو البديل.