" المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ".
وهذا هو النص الموجود في الترجمة العربية كثيرة الانتشار.
أما النص في الترجمة التي قامت بها " جمعية التوراة-Bible Society " فهو: " الحمد لله في الأعالي. على الأرض سلامة. وفي الناس حسن رضى " ويقول السيد عبد الأحد: إن هؤلاء الأملاك لم يتكلموا باللغة العربية ولو تكلموها ما فهم هؤلاء السوريون، ولم يتكلموا كذلك بلغة غير لغة هؤلاء الرعاة، لأن طبيعة الرعاة ألا يعرفوا لغات أجنبية لقلة ثقافتهم. وإذا كانت الأنشودة باللغة السوريانية لغة الرعاة، فما هي كلمات الأنشودة بهذه اللغة وما ترجمتها الحقيقية وبخاصة الكلمتين: السلام أو سلامة، والمسرة أو حسن الرضى؟ وقبل أن يجيب سيادته على هذا السؤال يؤكد تأكيدًا قاطعًا أن ترجمة الكلمتين السوريانيتين: السلام أو سلامة، والمسرة أو حسن الرضى، إنما هي ترجمة خاطئة.
ويتساءل ما معنى " على الأرض السلام أو سلامة "، وأي سلام شهدته الأرض منذ خلقها؟ وقد دنسها أحد ابني آدم حين قتل أخاه في مطلع البشرية، واستمر بعض أولاد آدم يقتلون إخوتهم دون توقف حتى العهد الحاضر، وأصبح طبيعيًا للنوع البشري أن يعيش عيشة تكاد تكون مستمرة بين الفجائع الوخيمة والاختلافات والحروب التي جبلت عليها الطبيعة البشرية.
وأن ما يقال في هذه الجملة يقال كذلك في الجملة الأخرى: " وبالناس المسرة " أو " وفي الناس حسن الرضى "، فأين المسرة التي رآها الناس وما قيمتها إذا قيست بالدموع والعرق والكفاح والآلام التي يعانيها الجنس البشري؟ وأين حسن الرضى الذي أظهروه والأطماع لا تحد والكفاح لا يلين؟ .