للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١) وقد اقتبس بوليس هذا النص لإشعال العنصرية بين الناس فقال: " لكن ماذا يقول الكتاب اطرد الجارية وابنها لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة إذًا أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة " (غلاطية ٤: ٣٠، ٣١) .

ولا تزال حكومة جنوب إفريقيا تعتمد على ما جاء في سفر التكوين- الذي يصف أحد أبناء حام (وهو كنعان) - كما أسلفنا- بأنه عبد العبيد، لتبرير سيطرتها على السود وإذلالهم.

و. . . لهذا،

فإننا لا نجد في المجتمعات الإسلامية، هذه التفرقة العنصرية التي نجدها في المجتمعات المسيحية!

لأن النصوص الإسلامية تقف حائلًا دون ظهور هذا الشر أو تفاقمه.

يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} . (١) .

وفي هذه الآية الكريمة إعلان المساواة الكاملة بين الأمم والشعوب والأفراد، إذ إن الآية خطاب موجه إلى جميع بني الإنسان.

كذلك فإن هذه الآية تقرر أن التمايز بين الناس لا يكون باللون أو الجنس أو العنصر. . إنما يكون بالتقوى التي هي جماع الخير والهدى والرشاد.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم.

«الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إليه أنفعهم لعياله» .

ولذلك فتح الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر ربه- آفاق دعوته أمام بني الإنسان جميعًا-


(١) سورة الحجرات، آية ١ ١٣.

<<  <   >  >>