للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد ألفت كتب في مختلف فروع الثقافة تهدف إلى نشر هداية ذلك الكتاب، وإشاعة ثقافته في الخافقين، ولم يكن العرب وحدهم هم الذين قاموا بهذا العمل المشكور المأجور، بل لقد ساهم فيه، وأعان عليه جمهرة كبيرة من العلماء والفقهاء من غير العرب. .

فهؤلاء، أبو حنيفة، والبخاري، والطبري.

وأولئك سيبويه، والزمخشري، والجرجاني.

مما يجعلنا نؤكد أن الفتح الإسلامي لم يكن فتحًا دينيا فقط، إنما كان فتح دين ولغة وتمدن وعمران وحضارة وثقافة.

وإن القرآن الكريم ليس كتاب عقيدة ومواعظ فحسب وإنما هو كتاب علم وثقافة وحضارة وتشريع وسياسة وأخلاق. . .

ولقد كان الفتح الحضاري الإسلامي سريعًا في انتشاره وانتصاره، مما جعل راصدي الحضارة يعجزون حتى يوم الناس هذا عن تفسير هذا التحرك الإسلامي الهائل. .

ويعجزون أيضا عن العثور على إجابة للسؤال القائل: - كيف استطاع محمد صلى الله عليه وسلم في ثمانية أعوام أو زهائها أن يفتح مليون كيلومتر مربع!!

- كيف حدث هذا. . . في عصر، مواصلاته محددة، وطرق القوافل غير معبدة!

- كيف تحقق هذا الفتح المبين. . بأقل خسارة بشرية إذ لم يتعد عدد القتلى (١٠٠٢) من شهداء المسلمين، وصرعى الكفار!!

إن الإجابة على هذه الأسئلة أمر متعسر أو متعذر إذا أخضعنا الإجابة للأساليب البشرية، وللمعايير التي تواضع عليها بنو الإنسان!

أما إذا راعينا في الإجابة (سنَّة الله) وعمل هذه السنَّة في المجتمعات والأمم، فإننا نجد الإجابة سهلة وميسرة!!

<<  <   >  >>