إن تعدد النبي لزوجاته لم يكن سلوكًا شهوانيًّا، كما تتصورون، وتصوِّرون. . .!
ويكفي أن تعلموا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أولى نسائه، أمنا وأم المؤمنين (خديجة رضي الله عنها) وهو شاب مكتمل في الخامسة والعشرين من عمره. . وكانت هي رضي الله عنها، في الأربعين من عمرها. . ولقد عاش معها نحوًا من ست وعشرين سنة!!
أي أنها ظلت معه حتى تجاوزت السادسة والستين!!
ولم يتزوج عليها في حياتها!
وظل وفيًا لها بعد مماتها، حتى إن عائشة رضي الله عنها كانت تغار منها، مع أنها لم تجتمع بها، ولم ترها. . .!
ولقد تجرأت مرة عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها، فقالت له:" وهل كانت إلا عجوزًا أبدلك الله خيرًا منها، - تعني نفسها -؟ ".
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال لها:
«لا والله، ما أبدلني الله خيرًا منها، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء» .
قالت:" فلم أذكرها بسوء بعدها أبدًا ".
وروى الشيخان «عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت:
" ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها قط، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يبعثها في صدائق خديجة وربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد» .