" والكلمة صار جسدًا "(يوحنا ١: ١٤) لاستحال ذلك لأن صيرورة الله جسدًا محال لتنزهه عن التغيير إذ المتغير حادث لا محالة ولصار النص مختل المبنى ركيك المعنى بل لا معنى له أصلًا، لأننا لو قرأناها مفسرة أي بجعل الكلمة الله كما يفسرونها على ظاهرها لكان منطوقها هذا:
الله والله الله في البدء كان ــ ــ كان عند الله وكان ــ الله الكلمة والكلمة الكلمة وأي معنى لهذا، ومع هذا فالآية لا تشير إلى السيد المسيح عليه السلام من بعيد أو قريب فأين لنا الاستدلال بها على ذلك؟
وليكن معلومًا أن إنجيل يوحنا هو الإنجيل الذي انفرد بين الأناجيل الأربعة باصطباغه بالصبغة اليونانية، ويأخذ بكثير من مقولات الفلاسفة اليونانيين.
ولكن يقول قائل كيف نشأت نظرية التجسد والفداء؟
إنه بولس الذي اندس - داعيًا بتعاليم شديدة الكفر- كما قال ذلك عنه برنابا في افتتاحية إنجيله. اندس بين التلاميذ خلسة ويقرر لوقا عن ارتياب التلاميذ منه قائلًا:
" ولما جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ "(أعمال الرسل ٢٦: ٩) .
هذا بولس الذي قال لتلميذه تيموثاوس:" وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله طهر في الجسد "(تيموثاوس أولى ١٦: ٣) ، وقال في رسالته إلى أهل فيلبي: " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا الذي إذا كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله. لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة