للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعتقد أن أبسط تعليق هو التذكرة فقط بأن هذا النص الخطير الذي أدخل ابتداء من القرن الثالث عشر، والذي يقتبس منه فكرة التثليث، لم يكن له وجود طوال القرون السابقة. وهذا شيء لا يمكن اعتباره تحريفا بسيطا، بل إنه تحريف خطير، لأنه يمس أساس العقيدة. وهكذا نجد أن نصوصا وأفكارا تتسرب إلى الكتابات التي اعتبرت مقدسة عبر القرون، فكل ما يتعلق بتثليث أو ثالوث، ما من شك في أنه دخيل على مسيحية المسيح الحقة التي لا تزال لها بقايا في الأناجيل الموجودة حاليا.

ويكفي أنه عندما يأتي العلماء لتفسير صلاة المسيح الأخيرة في إنجيل (يوحنا ١٧: ٣) التي يقول فيها: " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته ".

فإنهم يقولون: إن هذا توحيد لاشك فيه.

وطبعا هذا الكلام معناه باللغة العربية المتداولة: لا إله إلا الله، المسيح رسول الله.

ومن هذه النقاط يمكن أن تلتقي النصرانية مع الإسلام.

وفي فقرات أخرى وفي لقاءات أخرى مع الإسرائيليين كان قوله: " اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد) (إنجيل مرقس ١٢: ٢٩) .

وهذه الفقرة تشير إلى ما في أسفار العهد القديم. (سفر التثنية ٦: ٤) وعندما تقدم إليه إسرائيلي ليسأله: " أيها المعلم الصالح، ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟) (إنجيل لوقا ١٨: ١٨) .

ماذا قال المسيح؟

لم يقل له افعل كذا أو كذا. . لكنه أولا نفى الصلاح عن نفسه فقال: " كيف تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله ". . بعد ذلك

<<  <   >  >>