للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السماء. . ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. . الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله " (متى ٢٤: ٢٩- ٣٤) .

ويتفق كل من إنجيلي (مرقس ١٣: ٢٤- ٣٠) و (لوقا ٢١: ٢٥-٣٢) مع ذلك التقرير الخطير الذي قرره متى.

هذا ومن الواضح- كما يقول جون فنتون -: " إن شيئا من هذا لم يحدث كما توقعه متى " (١) .

وعلى ذلك تكون التنبؤات التي نسبتها الأناجيل للمسيح عن حدوث نهاية العالم في القرن الأول الميلادي استحال تحقيقها ولا يمكن لأحد الدفاع عنها.

(ب) التنبؤ باصطحاب يهوذا الخائن للمسيح في العالم الآخر:

في حوار جرى بين المسيح وتلاميذه عمن تكون له النجاة في العالم الآخر، سأل بطرس معلمه عن أجر المؤمنين به فقال: " ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا؟ " فأجابه المسيح: " متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر " (٢) .

لقد كان يهوذا الإسخريوطي أحد التلاميذ الاثني عشر الذين قيلت لهم هذه النبوءة وبعد خيانته أصبح يعرف (بابن الهلاك) لأنه طرد من صحبة المسيح في الدنيا والآخرة. وبهذا استحال تحقيق هذه النبوءة.

وإذا رجعنا إلى نظير هذه الفقرة في إنجيل لوقا لوجدنا- كما يقول جون


(١) تفسير إنجيل متى: ص٢١.
(٢) (متى ١٩: ٢٧- ٢٩) .

<<  <   >  >>