الإله المتجسد وأفكارا وطقوسا أخرى سوف نتحدث عنها بشيء من التفصيل فيما بعد.
أما تحول المسيحي إلى الإسلام فإنه يعتبر انقلابا في حياته ومعتقداته لأنه غير مفاهيم وعقائد كثيرة ترسبت في عقله ووجدانه.
لكن القرآن- كتاب الإسلام- لم يجار النصارى على معتقداتهم وما تعارفوا عليه، لكنه حدد المواقف تحديدا واضحا فجعل القول بأن " الله هو المسيح " أو أن " المسيح ابن الله " كفرا لا يقبل المغفرة. حتى إذا جاء الحديث عن قتل المسيح - وكم قتل اليهود من أنبياء قبله- نجد القرآن ينفي قتل المسيح وينفي صلبه نفيا قاطعا لا لشيء إلا لأن ذلك ما حدث فعلًا. فالقرآن لا يقول إلا الحق بصرف النظر عما إذا كان ذلك الحق يتفق وما شاع بين الناس وصار من المسلمات بينهم أم أنه جاء مخالفا لما توارثوه عبر قرون عديدة.
وبما أن الصلب قضية، وما نناقشه هنا عبارة عن مجموعة من القضايا، فالأولى بنا أن نذكر بقاعدة بسيطة متفق عليها تحكم أحكام الناس في مختلف القضايا على مختلف المستويات- وهذه القاعدة تقول: كل ما تسرب إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
فحين تختلف شهادة شاهدين أمام قاض في محكمة، فإن ما تفرضه عدالة المحكمة هو عدم الاعتداد بأي من الشهادتين إلى أن يأتي شاهد ثالث يؤيد شهادة أحد الشاهدين، وإلا امتنع صدور حكم عادل.
والآن نذهب لمناقشة قضية الصلب كما تعرضها الأناجيل، وهي التي تبدأ بمجموعة من الأحداث الخاصة بمحاولة قتل المسيح إلى أن تنتهي بتعليق شخص يصرخ يائسا على الصليب، وما أعقب ذلك من تكفينه ودفنه.