للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن لوقا يقول: " نادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي " (٢٣: ٤٦) .

بينما يقول يوحنا: " لما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل " (١٩: ٣٠) . إن صرخة اليأس على الصليب تثير عددا من المشاكل التي كانت ولا تزال موضع جدل بين العلماء، فالبعض يقول: " يبدو أن القديسين لوقا ويوحنا قد رأيا في كلماتهما غموضا واحتمالا لسوء الفهم ولذلك حذفاها، ثم استبدلها أحدهما بقوله: يا أبتاه في يديك أستودع روحي، بينما قال الآخر: قد أكمل. .

وعلى العكس من ذلك فإن مثل هذا الرأي يفترض الراوية الذي كان شاغله الأول أن يذكر الحقيقة التاريخية، ويسجل بأمانة للأجيال القائمة كلاما مزعجا يتعذر تفسيره. .

ولهذا فإن أغلب العلماء المحدثين يقرون تأويلًا مختلفا تماما، يقوم على حقيقة أن هذه الكلمات (اليائسة) إنما هي اقتباس من (المزمور ٢٢: ١) . وإذا أخذنا هذا المزمور ككل، فإنه لا يمكن أن يكون صرخة يأس بأي حال من الأحوال، إنما هو صلاة لعبد بار يعاني آلاما، إلا أنه يثق تماما في حب الله وحفظه من الشر، وهو مطمئن تماما إلى حمايته " (١) .

ح - في أعقاب الصلب:

يقول مرقس: " انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل، ولما رأى قائد المائة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حقا كان هذا الإنسان ابن الله " (١٥: ٣٨ - ٣٩) .

ويقول متى: " وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى


(١) تفسير إنجيل مرقس: ص٤٢٧ -٤٢٨.

<<  <   >  >>