للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٠٠ - قول العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى (المتوفى: ١٣٢٧)]

قال أحمد بن إبراهيم بن عيسى في تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدراسي والحلبي (ص: ٣٢٩): "أما حملها – أي: نصوص الصفات- على الظاهر اللائق بالجلال الذي هو فحوى الخطاب، فهو مذهب السلف وأتباعهم، فإنهم لم يفهموا منها تشبيها أو تجسيما، حاش لله، وإنما الذي فهم منها التشبيه والتجسيم هم المجسمة وأنتم، فالمجسمة كهشام بن الحكم، وهشام بن الجواليقي، وداود الجواربي، وأمثالهم، حملوها على التشبيه، تعالى الله عن ذلك.

وأنتم لم تفهموا منها إلا التشبيه، وشرعتم في نفي مفهومكم، ثم اختلفت آراؤكم، فتارة تؤمنون باللفظ وتفوضون المعنى، وهي التي تسمونها طريقة السلف.

وتارة تؤولون وتحرفون، وهي التي تسمونها طريقة الخلف، فشبهتم أولاً ثم عطلتم ثانيًا ...

وإذا سألتمونا عن النزول قلنا: النزول غير مجهول، والكيف غير معقول. وهكذا سائر الصفات، ولم يفهم السلف منها تشبيهًا ولا تجسيمًا، بل أثبتوا معناها على ما يليق بجلال الله وعظمته، إثباتًا بلا تشبيه، وتنزيهًا بلا تعطيل، وأما كيفية الصفة فلا يعلمها إلا الله سبحانه".

وقال أيضًا في تنبيه النبيه والغبي (ص: ٣٢٧): "وهل قال ابن تيمية وغيره من أتباع السلف إن معنى اليد الجارحة؟! بل معنى ذلك أنهم يثبتون حقائق جميع الصفات، وينفون مماثلة المخلوقات، ومذهبكم أن الآيات والأحاديث ظاهرها التشبيه والتجسيم، فشبهتم أولاً وعطلتم ثانيًا.

وأما السلف وأتباعهم فنزّهوا كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأثبتوا الصفة ونفوا علم الكيفية".

<<  <   >  >>