الأول: قول إسحاق بعد ذلك: "ولا يعقل أحدٌ منتهاه ولا منتهى صفاته"، ومنتهى الصفة أي: كُنه الصفة وحقيقتها. الثاني: قوله: "لا نُزيل صفة مما وصف الله بها نفسه أو وصف الرسول عن جهتها"، فهو واضح في أنّ معاني الصفات لها جهة ثابتة، وهي ما دلّ عليه اللفظ. ويؤيد ذلك قوله عن الجهمية أنهم: "يحرفون معنى الصفات عن جهتها التي وصف الله بها نفسه". الثالث: أنّ كلام إسحاق عام في جميع صفات الله، وقد ذكر صفتي السمع والبصر وهما من الصفات المعلومة المعنى. أما تفويض المعنى بالكلية كما هو مذهب أهل التفويض فقد ذكر إسحاق أنه يُفضي إلى القول بقول الجهمية، حيث قال: "فمن جهل معرفة ذلك حتى يقول إنما أصف ما قال الله ولا أدري ما معاني ذلك حتى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول الجهمية يد نعمة ... ".