للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٦٧ - قول الإمام أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي (المتوفى: ٤٨٦)]

قال أبو الفرج الشيرازي في التبصرة في أصول الدين (ص: ١٢٩): "الدلالة على أنّ الله تعالى على العرش، خلافاً للأشعرية في قولهم ليس هو على العرش ... الاستواء في اللغة عبارة عن الارتفاع على الشيء".

وقال أيضًا (ص: ١٤٥ - ١٤٦): "ونصف الله تعالى بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، كقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}، وكقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، و {وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ} {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، وكقوله صلى الله عليه وسلم: «ينزل الله تعالى في كل ليلة ... » وقوله صلى الله عليه وسلم: «عجب ربنا من شاب ليس له صبوة»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب خيره»، فهذا وما كان في مثاله مما ثبت صحته في مسانيد صحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمذهبنا ومذهب السلف الصالح الإيمان به واجب، وإمراره كما جاءنا من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تغيير".

وقال أيضًا (ص: ١٤٨): "لا يمتنع أنه يلزمنا الإيمان بأشياء لا نعلم كيفيتها، ولا يكون ذلك قادحاً في إيماننا.

والدليل عليه أنه يلزمنا الإيمان بالجنة والنار وبجميع ما فيهما من النعيم والعذاب، وإذا كنا لا نحيط بكيفيتهما وبكيفية ما فيهما من التفضيل على التفصيل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، فما لم تره العين ولا سمعت صفته الأذن ولم تخطر ماهيته على قلب بشر غير معلوم الكيفية، ثم لزمنا الإيمان به وإن جهلنا بمعرفة كيفيته، ولكن لا يقدح ذلك في إيماننا به.

وكذلك أيضًا يلزمنا الإيمان بصفات الله وإمرارها كما جاءت وإن كنا لا نحيط علمًا بكيفيتها.

وقد تأولت المبتدعة صفات الباري وحملتها على مقتضى عقولهم، وعلى اشتقاق اللغة، وخرجوا في ذلك إلى التشبيه والتعطيل".

وقال (ص:١٥٢) بعد أن ذكر تأويل اليدين بالقدرة: "وحمل كلام الباري على الحقيقة أولى من حمله على المجاز".

وقال (ص: ١٥٣): "وتأولوا حديث النزول بنزول القدرة ... وتأولوا النفس على الغيب، ولا يجوز حمله على ذلك؛ لأنه على خلاف الحقيقة وخلاف الظاهر، وحمل كلام الله تعالى على حقيقته وظاهره أولى من حمله على غير حقيقته وظاهره.

ونحن وإن رددنا تأويله وبينا فساده فلسنا نكيف صفات الباري، بل نثبتها إثبات وجود لا إثبات تحديد وكيفية كما أثبتنا ذاته لا كالذوات".

وقال أيضًا في جزء امتحان السني من البدعي (ص: ١٩٣) في صفة اليدين: "دليلنا قوله تعالى لإبليس اللعين: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، واليد يد الصفة، لا قدرتان ولا نعمتان ولا جارحتان، بل هما صفتان من صفات ذاته".

وقال (ص: ٢٢٦): "يُسأل عن الله تعالى هل يغضب ويرضى؟ فإن قال به فهو سنّي، وإن أنكره فهو جهمي ... فالرضا والغضب صفتان من صفات الذات".

<<  <   >  >>