[٧٤ - قول شيخ الإسلام عبد القادر الجيلاني (المتوفى: ٥٦١)]
قال عبد القادر الجيلاني في كتاب الغنية لطالبي طريق الحق (ص: ٨٦): "وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش.
ثم قال: وكونه عز وجل على العرش مذكور في كل كتاب أُنزل على كل نبي أرسل بلا كيف، فالاستواء من صفات الذات بعد ما أخبرنا به وأكده في سبع آيات من كتابه والسنة المأثورة به، وهو صفة لازمة له ولائقة به، كاليد والوجه والعين والسمع والبصر والحياة والقدرة، وكونه خالقاً ورازقاً ومحيياً ومميتاً، موصوف بها، ولا نخرج من الكتاب والسنة، نقرأ الآية والخبر ونؤمن بما فيهما، ونكل الكيفية في الصفات إلى علم الله عز وجل".
وقال (ص: ٨٥): "يقبض ويبسط، يضحك ويفرح، يحب ويكره، ويبغض ويرضى، ويغضب ويسخط، يرحم ويغفر، يعطي ويمنع، له يدان، وكلتا يديه يمين".
وقال (ص: ٨٨): "وأنه تعالى ينزل في كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف شاء وكما شاء، ... لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعته المعتزلة والأشعرية".
وقال (ص: ٩١): "وهذه الآيات والأخبار تدل على أن لكلام الله صوتًا لا كصوت الآدميين، كما أن علمه وقدرته وبقية صفاته لا تشبه صفات الآدميين، كذلك صوته. وقد نصّ الإمام أحمد رحمه الله على إثبات الصوت في رواية جماعة من الأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين، خلاف ما قالت الأشعرية من أن كلام الله معنى قائم بنفسه، والله حسيب كل مبتدع ضال مضل".