[١١٧ - قول العلامة بداه بن البصير الشنقيطي المفتي العام بموريتانيا (المتوفى: ١٤٣٠)]
قال في كتابه تنبيه الخلف الحاضر على أن تفويض السلف لا ينافي الإجراء على الظواهر (ص:٧٩) بعد أن نقل عن كثير من الأئمة أقوالهم بألفاظها: "وإنما اقتصرنا على لفظ من ننقل عنه من العلماء لنبين للناس كلام دواوين أئمة السلف والخلف كي يراجعوا رشدهم، ويفهموا أن تفويض السلف لا ينافي الإجراء على الظواهر، وأن ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم حقيقة لا مجاز، وأن من فرّ من التشبيه بالتأويل وقع في محذور التعطيل".
وقال أيضًا (ص: ١٣١ - ١٣٤): "فما تقدم من الاتفاق من السلف الصالح على الإيمان بآيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها، ووجوب تنزيه الله تعالى عن مشابهته الخلق ... فكل هذا يعارض ما ذهب إليه بعض المتأخرين، ومقدم عليه شرعًا وطبعًا عند المحققين.
فما تقدم من قول بعض المتأخرين "إن مذهب السلف إقرارها [أي: نصوص صفات الله تعالى] على ما جاءت به، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد" قد تقدم ما يرده من كلام أئمة الإسلام الحفاظ الأقدمين ...
فمن طعن على شيخ الإسلام [أي: ابن تيمية] في هذا فليطعن على أئمة الإسلام والسلف الصالح قبله جميعاً، ولا يجعل شيخ الإسلام حائطًا قصيرًا يتخطاه القوي والضعيف، جراء إشاعات من أعدائه لا أصل لها ولا فروع في الحقيقة، إلى غير ذلك مما تقدم من كلام أساطين فحول العلماء الوارد في الدواوين المعتمدة المشهورة".