[٨٩ - قول العلامة ابن أبي العز الحنفي (المتوفى: ٧٩٢)]
قال في شرح الطحاوية (ص: ٢٦٥): "التصريح بنزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا، والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من علو إلى سفل".
وقال أيضًا (ص: ٨٠) بعد أن ذكر الصفات الفعلية الاختيارية ومنها الاستواء والإتيان والمجيء والنزول والغضب والرضا: "ونحو ذلك مما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، وإن كنا لا ندرك كنهه وحقيقته التي هي تأويله، ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، ولكن أصل معناه معلوم لنا، كما قال الإمام مالك- رضي الله عنه - لما سئل عن قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كيف استوى؟ فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول".
وقال أيضًا (ص: ٥٤٥): "وأما أهل التجهيل والتضليل، الذين حقيقة قولهم إن الأنبياء وأتباع الأنبياء جاهلون ضالون، لا يعرفون ما أراد الله بما وصف به نفسه من الآيات وأقوال الأنبياء. ويقولون: يجوز أن يكون للنص تأويل لا يعلمه إلا الله، لا يعلمه جبرائيل ولا محمد ولا غيره من الأنبياء، فضلا عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقرأ:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطِّيبُ}{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}. وهو لا يعرف معاني هذه الآيات، بل معناها الذي دلت عليه لا يعرفه إلا الله تعالى، ويظنون أن هذه طريقة السلف".