[١١٦ - قول العلامة محمد بن صالح بن عثيمين (المتوفى: ١٤٢١)]
ثال في شرحه الأربعين النووية (ص: ٣٧ - ٣٨): "قد سُئِل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فأطرق - رحمه الله - برأسه وجعل يتصبب عرقاً من ثقل ما ألقي عليه وتعظيمه الرب جل وعلا، ثم رفع رأسه وقال: "الاستواء غير مجهول" أي أنه معلوم في اللغة العربية، استوى على كذا: أي علا عليه واستقرّ، وكل ما ورد في القرآن والسنة وكلام العرب أن (استوى) إذا تعدّت بـ (على) فمعناه العلو.
وقوله: "والكيف غير معقول" أي معناه: أنّا لا ندرك كيفية استواء الله على عرشه بعقولنا، وإنما طريق ذلك السمع".
وقال أيضًا في شرحه للعقيدة السفارينية (ص: ١٠٤): "هذه القاعدة التي ذكرها المؤلف رحمه الله أن: كل ما جاء في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث فإننا نُمِرُّهُ كما قد جاء، وهذا هو المروي عن السلف، يقولون في آيات الصفات وأحاديثها: "أمرّوها كما جاءت بلا كيف"، فالواجب علينا أن نمرها كما جاءت، ولكن هل هذا الإمرار إمرار لفظي بمعنى أن نُمِرَّ لفظها فقط أو هو إمرار لفظي معنوي؟ الجواب: الثاني، أما الأول فإنه مذهب باطل ويسمى مذهب أهل التفويض أو المفوِّضة، وهو كما قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: من شر أقوال أهل البدع والإلحاد، لأنهم بهذا المذهب ارتكبوا خطأ عظيماً، حيث جعلوا المسلمين يجهلون معاني آيات الصفات وأحاديثها، وهذا خطر عظيم، إذا كنا متعبدين بألفاظ الأحكام الشرعية كالصلاة والوضوء والزكاة والحج، فكيف لا نتعبد بآيات الصفات حتى نفهم معناها؟!
المهم: أننا نمره كما جاء، ومن المعلوم أنه لفظ جاء لمعنى، فالواجب إثبات هذا اللفظ ومعناه المراد به".