للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٥ - قول الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (المتوفى: ٦٠٠)]

قال الحافظ عبد الغني المقدسي في الاقتصاد في الاعتقاد (ص: ٩٨) بعد ذكره لأدله إثبات صفة الوجه: "فهذه صفة ثابتة بنص الكتاب وخبر الصادق الأمين، فيجب الإقرار بها، والتسليم كسائر الصفات الثابتة بواضح الدلالات".

وقال أيضًا (ص: ١٠٠ - ١٠١): "وتواترت الأخبار، وصحت الآثار بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيجب الإيمان به، والتسليم له، وترك الاعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تأويل، ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول (١) ... ولا يصح حمله على نزول القدرة، ولا الرحمة، ولا نزول الملك".

وقال أيضًا (ص: ١١٨): "وكل ما قال الله عز وجل في كتابه، وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل مثل المحبة، والمشيئة والإرادة، والضحك، والفرح، والعجب، والبغض، والسخط، والكره، والرضا، وسائر ما صح عن الله ورسوله، وإن نبت عنها أسماع بعض الجاهلين، واستوحشت منها نفوس المعطلين".

وقال (ص: ٨٠): "فآمنوا بما قال الله سبحانه في كتابه، وصح عن نبيه، وأمَرّوه كما ورد من غير تعرض لكيفية، أو اعتقاد شبهة أو مثلية، أو تأويل يؤدي إلى التعطيل".

وقال الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (١/ ٤٢٤): "وقرأت بخط الإِمام الحافظ الذهبي: ولم يبدُ من الرجل [أي: الحافظ عبد الغني] أكثر مما يقوله خلق من العلماء الحنابلة والمحدثين: من أن الصفات الثابت محمولة على الحقيقة، لا على المجاز، أعني أنها تجري على مواردها، لا يعبر عنها بعبارات أخرى، كما فعلته المعتزلة، أو المتأخرون من الأشعرية. هذا مع أن صفاته تعالى لا يماثلها شيء".


(١) هذه العبارة مما أخذه بعضهم على الحافظ عبد الغني وشنعوا عليه بها، وردّ عليهم الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (١/ ٤٢٣) بقوله: "وأما قوله: "ولا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة النزول" فإن صح هذا عنه فهو حق، وهو كقول القائل: لا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة وجوده، أو حقيقة كلامه، أو حقيقة علمه، أو سمعه وبصره، ونحو ذلك".

<<  <   >  >>