[٩١ - قول العلامة تقي الدين المقريزي الشافعي (المتوفى: ٨٤٥)]
قال المقريزي في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (٤/ ١٩٧): "ولم يبلغنا عن أحد من الصحابة والتابعين وتابعيهم أنهم أوّلوا هذه الأحاديث، والذي يمنع من تأويلها إجلال الله تعالى عن أن تضرب له الأمثال، وأنه إذا نزل القرآن بصفة من صفات الله تعالى، كقوله سبحانه:{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، فإن نفس تلاوة هذا يَفهمُ منها السامعُ المعنى المراد به، وكذا قوله تعالى:{بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ} عند حكايته تعالى عن اليهود نسبتهم إياه إلى البخل فقال تعالى: {بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ}، فإن نفس تلاوة هذا مبينة للمعنى المقصود".
وقال أيضًا في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (٤/ ١٨٨): "ومن أمعن النظر في دواوين الحديث النبويّ، ووقف على الآثار السلفية، علم أنه لم يرد قط من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، وعلى اختلاف طبقاتهم وكثرة عددهم، أنه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن معنى شيء مما وصف الربّ سبحانه به نفسه الكريمة في القرآن الكريم، وعلى لسان نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم، بل كلهم فهموا معنى ذلك، وسكتوا عن الكلام في الصفات".