للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حمل، فقالوا: إن محمّدا لا يدخلها علينا عنوة أبدا. ثم طلبوا منه أن يطوف بالبيت، فقال: لا أطوف ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم ممنوع، ثم إنهم حبسوه، فشاع عند المسلمين أنّ عثمان قتل، فقال عليه الصلاة والسلام حينما سمع ذلك: «لا نبرح حتى نناجزهم «١» الحرب» .

[بيعة الرضوان]

ودعا الناس للبيعة على القتال فبايعوه تحت شجرة هناك «٢» - سمّيت بعد بشجرة الرضوان- على الموت، فشاع أمر هذه البيعة في قريش فداخلهم منها رعب عظيم، وكانوا قد أرسلوا خمسين رجلا مكرز بن حفص ليطوفوا بعسكر المسلمين لعلهم يصيبون منهم غرّة، فأسرهم حارس الجيش محمّد بن مسلمة وهرب رئيسهم، ولما علمت بذلك قريش جاء جمع منهم وابتدؤوا يناوشون المسلمين حتى أسر منهم اثنا عشر رجلا وقتل من المسلمين واحد.

[صلح الحديبية]

وعند ذلك خافت قريش وأرسلت سهيل بن عمرو للمكالمة في الصلح، فلمّا جاء قال: يا محمّد إن الذي حصل ليس من رأي عقلائنا بل شيء قام به السفهاء منا فابعث بمن أسرت، فقال: حتى ترسلوا من عندكم. وعندئذ أرسلوا عثمان والعشرة الذين معه، ثم عرض سهيل الشروط التي تريدها قريش وهي:

١- وضع الحرب بين المسلمين وقريش عشر سنوات

٢- من جاء المسلمين من قريش يردونه، ومن جاء قريشا من المسلمين لا يلزمون برده


هاجرا إلى الحبشة فأقاما بها، وشهد أبان بدرا مشركا فقتل بها أخواه العاص وعبيدة على الشرك ونجا هو فبقي بمكة حتى أجار عثمان زمن الحديبية، فبلغ رسالة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبانا فتبعهما حتى قدموا جميعا على النبي صلّى الله عليه وسلّم فأسلم أبان أيام خيبر، وشهدها مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فأرسله في سرية، ومات النبي صلّى الله عليه وسلّم وأبان بن سعيد على البحرين، ثم قدم على أبي بكر وسار إلى الشام فقتل يوم اجنادين سنة ١٣ هـ.
(١) نناجزهم: أي نقاتلهم.
(٢) أمر عمر بقطعها زمن خلافته لما رأى تبرك الناس بها فليتأمل. (المؤلف) . وأول من بايع بيعة الرضوان هو أبو سنان الأسدي وبايع سلمة بن الأكوع ثلاث مرات.

<<  <   >  >>