للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باكون» «١» ليشعر قلوبهم رهبة الله، وكان مستعملا على حرس الجيش عبّاد بن بشر، وكان أبو بكر يصلي بالجيش، ولما وصلوا إلى تبوك، وكانت أرضا لا عمارية فيها، قال الرسول لمعاذ بن جبل: يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما هنا مليء بساتين «٢» ، وقد كان.

ولمّا استراح الجيش لحقه أبو خيثمة، وكان من خبر مجيئه أن دخل على أهله في يوم حار، فوجد امرأتين له في عريشتين لهما في بستان قد رشت كلّ منهما عريشتها، وبرّدت فيها ماء، وهيأت طعاما، وكان يوما شديد الحر، فلما نظر ذلك قال: يكون رسول الله في الحر، وأبو خيثمة في ظل بارد وماء مهيأ وامرأة حسناء! ما هذا بالنّصف «٣» . ثم قال: والله لا أدخل عريشة واحدة منكما حتى ألحق برسول الله فهيئا لي زادا ففعلتا، ثم ركب بعيره، وأخذ سيفه ورمحه، وخرج يريد رسول الله فصادفه حين نزل بتبوك.

[وفود صاحب أيلة]

هذا ولم ير صلّى الله عليه وسلّم بتبوك جيشا كما كان قد سمع، فأقام هناك أياما جاءه في أثنائها يوحنا»

صاحب أيلة، وصحبته أهل جرباء «٥» وأهل أذرح «٦» وأهل ميناء، فصالح يوحنا رسول الله على اعطاء الجزية ولم يسلم. وكتب له الرسول كتابا هذه صورته:

[كتاب صاحب أيلة]

بسم الله الرحمن الرحيم هذا أمنة من الله ومحمّد النبي رسول الله ليوحنا وأهل أيلة: سفنهم وسيارتهم في البرّ والبحر لهم ذمة الله ومحمّد النبي، ومن كان


(١) رواه الشيخان. والحجر: هي ديار ثمود بين تبوك والحجاز. وقنع رأسه: ستره.
(٢) أي العدل ولفظه «يوشك يا معاذ الله أن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا.
(٣) رواه مسلم.
(٤) بضم أوله وفتح الباقي- ابن رؤبة بضم الراء وسكون الهمزة وفتح الباء في اخره تاء ملك أيلة في القاموس.
(٥) قرية في جنوب الشام (المؤلف) .
(٦) مدينة تلقاء السراة (المؤلف) .

<<  <   >  >>