للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنّ الله قد هداكم بهداه، إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة، واتيتم الزكاة، وأعطيتم من الغنائم خمس الله، وسهم النبي وصفيّه «١» وما كتب على المؤمنين من الصدقة. أما بعد: فإن محمّدا النبي أرسل إلى زرعة بن ذي يزن «٢» إذا أتاكم رسلي فأوصيكم بهم خيرا: معاذ بن جبل، وعبد الله بن زيد، ومالك بن عبادة، وعقبة بن نمر، ومالك بن مرّة وأصحابهم، وأن اجمعوا ما عندكم من الصدقة والجزية من مخالفيكم، وأبلغوها رسلي، وأن أميرهم معاذ بن جبل فلا ينقلبنّ إلّا راضيا، أما بعد: فإن محمّدا يشهد ألاإله إلّا الله وأنه عبده ورسوله، ثم إن مالك بن مرّة الرّهاوي قد حدّثني أنك أسلمت من أوّل حمير، وقتلت المشركين، فأبشر بخير وامرك بحمير خيرا، ولا تخونوا ولا تخاذلوا، فإنّ رسول الله هو مولى غنيّكم وفقيركم، وإنّ الصدقة لا تحلّ لمحمّد ولا لأهل بيته، إنما هي زكاة يزكّى بها على فقراء المسلمين وابن السبيل، وأن مالكا قد بلّغ الخبر، وحفظ الغيب، وامركم به خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» .

[وفود همدان]

ومنها وفد همدان وفيهم مالك بن نمط، وكان شاعرا مجيدا، فلقوا رسول الله مرجعه من تبوك عليهم مقطّعات من الحبرات»

اليمنية، والعمائم العدنية، وقد أنشد مالك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

حلفت بربّ الرّاقصات إلى منى ... صوادر بالرّكبان من هضب قردد «٤»

بأنّ رسول الله فينا مصدّق ... رسول أتى من عند ذي العرش مهتد

فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أشدّ على أعدائه من محمّد

وقد أمّره صلّى الله عليه وسلّم على من أسلم من قومه، وقد قال الرسول في حق همدان:

نعم الحيّ همدان ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجهد وفيهم أبدال وفيهم أوتاد.


(١) الصفي ما يصطفيه الرئيس من الغنيمة لنفسه من الغنائم قبل أن تقسم المغانم.
(٢) أسلم وامن ولم ير النبي.
(٣) ثياب مخططة، والحبرات: برود يمنيه.
(٤) الراقصات الإيل، والرقص والرقصان: ضرب من السير فيه حركة، وصوادر: رواجع والهضب: جمع هضبة، وهي الجبل المنبسط الممتد على وجه الأرض، والقردد: ما ارتفع من الأرض.

<<  <   >  >>