(١) رواه الشيخان. (٢) كان الإسراء قبل الهجرة بسنة وبه جزم ابن حزم في ليلة سبع وعشرين من شهر رجب وهو المشهور وعليه عمل الناس وكان ليلة الاثنين وكان بعد خروجه إلى الطائف قال القاضي أبو بكر بن العربي: إن الإسراء كان مرتين، أحدهما، كان في نومه وتوطئة له وتيسيرا عليه، كما كان بدء نبوته الرؤيا الصادقة، ليسهل عليه أمر النبوة فإنه عظيم تضعف عنه القوى البشرية، وكذلك الإسراء سهله عليه بالرؤيا، لأن هو له عظيم فجاءه في اليقظة على توطئة وتقدمة رفقا من الله بعبده وتسهيلا عليه. (٣) يقول الإمام الشوكاني: وقد اختلف أهل العلم: هل كان الإسراء بجسده مع روحه أو بروحه فقط؟ فذهب معظم السلف والخلف إلى الأولى، وذهب إلى الثاني طائفة من أهل العلم. منهم عائشة ومعاوية والحسين وابن اسحاق وحكاه ابن جرير عن حذيفة بن اليمان، وذهبت طائفة إلى التفصيل، فقالوا: كان الإسراء بجسده يقظة إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح واستدلوا على هذا التفصيل بقوله: إلى المسجد الأقصى، فجعله غاية للإسراء بذاته. فلو كان الإسراء من بيت المقدّس إلى السماء وقع بذاته لذكره، والذي دلّت عليه الأحاديث الصحيحة الكثيرة هو ما ذهب إليه معظم السلف والخلف من أن الإسراء بجسده وروحه يقظة إلى بيت المقدس، ثم إلى السماوات، ولا حاجة إلى التأويل. (٤) روي عن ابن عباس أنه صلّى الله عليه وسلّم رأى ربه بعينه ومثله عن أبي ذر وكعب رضي الله عنهما وكان الحسن رحمه الله يحلف على ذلك ومن القائلين بالرؤية أيضا ابن مسعود وأحمد بن حنبل وجماعة من الصحابة. قال النووي في شرح صحيح مسلم بإيجاز: الأصل في الباب حديث ابن عباس حبر الأمة والمرجوع إليه في المعضلات، ولا يقدح في حديث عائشة رضي الله عنها وإذا صحّت الروايات عن ابن عباس في إثبات الرؤية وجب المصير إلى إثباتها فيقدم الإثبات على النفي، وقد قال معمر بن راشد حين ذكر اختلاف عائشة وابن عباس: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس.