للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلمّا رأى قيصر نفرتهم قال: ردّوهم عليّ، فقال لهم: إني قلت مقالتي اختبر بها شدّتكم على دينكم، فسكتوا له ورضوا عنه «١» ، فغلبه حبّ ملكه على الإسلام، فذهب بإثمه وإثم رعيته كما قال عليه الصلاة والسلام، ولكنه ردّ دحية ردّا جميلا.

[كتاب أمير بصرى]

وأرسل عليه الصلاة والسلام الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى أمير بصرى فلمّا بلغ مؤتة- وهي قرية من عمل البلقاء بالشام- تعرّض له شرحبيل بن عمرو الغساني، فقال له: أين تريد! قال: الشام، قال: لعلك من رسل محمّد صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، فأمر به فضربت عنقه، ولم يقتل لرسول الله عليه الصلاة والسلام رسول غيره وقد وجد «٢» لذلك وجدا شديدا.

[كتاب الحارث بن أبي شمر]

ووجه عليه الصلاة والسلام شجاع بن وهب «٣» إلى أمير دمشق من قبل هرقل الحارث بن أبي شمر، وكان يقيم بغوطتها وفيه: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمّد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر سلام على من اتّبع الهدى وامن بالله وصدق وإني أدعوك أن تؤمن بالله واحده لا شريك له يبق ملكك» فلمّا قرأ الكتاب رمى به، وقال من ينزع ملكي منّي، واستعدّ ليرسل جيشا لحرب المسلمين، وقال لشجاع: أخبر صاحبك بما ترى، ثم أرسل إلى قيصر يستأذنه في ذلك، وصادف أن كان عنده دحية، فكتب قيصر إليه يثنيه عن هذا العزم، ويأمره أن يهيئ بإيليا «٤» ما يلزم لزيارته، فإنه بعد أن قهر الفرس نذر زيارتها، فلمّا رأى الحارث كتاب قيصر صرف شجاع بن وهب بالحسنى ووصله بنفقة وكسوة.

كتاب المقوقس «٥»

ووجّه عليه الصلاة والسلام حاطب بن أبي بلتعة بكتاب إلى المقوقس أمير


(١) رواه الشيخان.
(٢) حزن
(٣) أبو وهب وهو من السابقين الأولين وفيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا استشهد باليمامة.
(٤) بيت المقدس.
(٥) هو لقب واسمه جريج بن مينا بن قرقب ذكره ابن منده في الصحابة، أهدى إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يسلم،

<<  <   >  >>