(٢) قال ابن هشام: فذهب عمر إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم ليخبره بما رأى. وقد جاء النبي صلّى الله عليه وسلّم الوحي بذلك، فما راع عمر إلّا بلال يؤذن. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين أخبره بذلك. قد سبقك بذلك الوحي. وهذا يدل على أنه قد جاء الوحي بتقدير ما راه عبد الله بن زيد ابن عبد ربه وقوّى ذلك عنده موافقة رؤيا عمر للأنصاري مع أن السكنية تنطق على لسان عمر واقتضت الحكمة الالهية أن يكون الأذان على لسانه غير النبي صلّى الله عليه وسلّم من المؤمنين لما فيه من النبوية من الله لعبده، والرفع لذكره، فلأن يكون ذلك على غير لسان أنوه وأفخم لشأنه، وهذا معنى بين، فإن الله سبحانه يقول: (ورفعنا لك ذكرك) . (٣) قول المصنف انه بدعة أو ابتداع لأن كل شيء لم يكن في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم يكون بدعة لكن منها ما يكون