للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا أحسن جدًا، رقد ذكرته فيما قبل هذا الباب، وذكرت معنى «الصلف».

ثم قال بعد هذا وأساء وقبح:

لو لم تفت مسن المجد من زمن ... بالبأس والجود كان المجد قد خرفا

وهذا مما عابه به الناس كلهم.

وأقبح من هذا ما قاله في محمد بن المستهل:

أبوك شقيق لم يزل وهو للندى ... شقيق وللملهوف حرز ومعقل

أفاد من العليا كنوزًا لو أنها ... صوامت مال مادرى أين تجعل

كان يجعلها حيث تجعل كنوز الأموال تحت الأرض، وسقاط الشعراء

لا يرضون لأنفسهم بمثل هذا، وأظنه سمع قول كثير:

ولو أن حبي أم ذي الودع كله ... لأهلك مال لم تسعه المسارح

أراد: لو أن حبى يأ أم ذي الودع كله مال، أي: إبل، «لم تسعه المسارح»، أي: المواضع التي تسرح فيها، وهذا معنى لا حلاوة فيه، فنقله أبو تمام إلى المعالي والمجد، وجاء به على أقبح لفظ وأهجنه وأسخفه، ثم أتى بعد ذلك ببيت جيد، إلا أن فيه لفظة هي حشو، وليست حشوًا على مذهبه وذلك قوله:

فحسب امريء أنت أمرء آخر له ... وحسبك فخرًا أنه لك أول

فقال: «أنت امرؤ»، و «امرؤ» مستغنى عنها.

وقال البحتري في وصف محمد بن يوسف:

<<  <  ج: ص:  >  >>