[باب آخر من الابتداآت]
قال أبو تمام:
متى أنت عن ذهليه الحي ذاهل ... وصدرك منها مدة الدهر آهل (١)
قوله: «ذاهل» أي منصرف، يقال: ذهلت عن الشيء بمعنى انصرفت عنه، فيقول: متى أنت عنها منصرف، وصدرك أبداً منها آهل؟ أي لا تخلو أبداً من قلبك.
وقال البحتري:
ضمان على عينيك أني لا أسلو ... وأن فؤادي من جوى بك لا يخلو (٢)
فعجز هذا البيت مثل عجز [بيت] (٣) أبي تمام، وهو أجود؛ لتصريحه بذكر الجوى.
وصدرا البيتين (٤) مقاربان، وبيت البحتري أجود وأبرع.
هواها على أن الصدود سبيلها ... مقيم بأكناف الحشا ما يزولها (٥)
وهذا البيت أيضاً أجود من بيت أبي تمام لفظاً ومعنى.
وقال في نحو هذا:
أأفاق صب من هوى فأفيقا ... أو خان عهداً، أو أطاع شفيقا؟ (٦)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute