يأ أيها الملك الهمام وعدله ... ملك عليه في القضاء همام
ما زال حكم الله يشرق وجهه ... في الأرض مذ نيطت بك الأحكام
قوله:«يشرق في الأرض» عموم يليق بالخليفة، ولكن لا يقبح أن يوصف به وزير أو من يقوم مقامه، لأن الخليفة ينوط أمر الأحكام وغير الأحكام به.
وقوله:«وعدله ملك» ليس بمنكر أن يجعل العدل ملكًا على الحقيقة إذا كان يتدبر بإفاضته واستعماله، فلم يقنع بهذه الاستعارة حتى جعل العدل ملكاً همامًا من أجل قوله:«يا أيها الملك الهمام»، على مذهبه في رديء الاستعارة.
والهمام: ذو الهمة البعيدة، ويقال: الذي إذا همَّ بشي أمضاه ولم يتعذر عليه.
والجيد النادر في إفاضة العدل قول منصور:
لقد شمل البرية منه عدل ... سيجعله أئمتهم مثالا
يقدم عفوه وإذا استخفوا ... نكال عقوبة مطل النكالا
وقال أبو تمام في المعتصم:
جلا ظلمات الظلم عن وجهه أمة ... أضاء لها من كوكب الحق آفله