للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* إفاضة العدل وإقامة الحق:

«...... ؟» بما قالوه في الخلفاء.

وقال أبو تمام في المأمون:

يأ أيها الملك الهمام وعدله ... ملك عليه في القضاء همام

ما زال حكم الله يشرق وجهه ... في الأرض مذ نيطت بك الأحكام

قوله: «يشرق في الأرض» عموم يليق بالخليفة، ولكن لا يقبح أن يوصف به وزير أو من يقوم مقامه، لأن الخليفة ينوط أمر الأحكام وغير الأحكام به.

وقوله: «وعدله ملك» ليس بمنكر أن يجعل العدل ملكًا على الحقيقة إذا كان يتدبر بإفاضته واستعماله، فلم يقنع بهذه الاستعارة حتى جعل العدل ملكاً همامًا من أجل قوله: «يا أيها الملك الهمام»، على مذهبه في رديء الاستعارة.

والهمام: ذو الهمة البعيدة، ويقال: الذي إذا همَّ بشي أمضاه ولم يتعذر عليه.

والجيد النادر في إفاضة العدل قول منصور:

لقد شمل البرية منه عدل ... سيجعله أئمتهم مثالا

يقدم عفوه وإذا استخفوا ... نكال عقوبة مطل النكالا

وقال أبو تمام في المعتصم:

جلا ظلمات الظلم عن وجهه أمة ... أضاء لها من كوكب الحق آفله

<<  <  ج: ص:  >  >>