للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ما جاء عنهما في طروق الخيال

هذا باب الفضل فيه للبحتري على أبي تمام، وما زلت أسمع الشيوخ من أهل العلم بالشعر يقولون؛ هو أشعر الناس والخاص الـ ... والخيال (١)

ولم يأت عن أبي تمام فيه إلا أبيات يسيرة منها قوله في قصيدة:

زار الخيال لها لا بل أزاركه ... فكر إذا نام الناس لم ينم (٢)

ظبي تقنصه لما نصبت له ... من آخر الليل أشراكاً من الحلم (٣)

ثم اغتدى وبنا من ذكره سقم ... باق وإن كان معسولاً من السقم

قوله: «زار الخيال لها بل أزاركه» ليس بالجيد؛ لأنه إذا أزاره (٤) الفكر فقد زار فما وجه الاستدراك؟، فكأنه أراد أن الخيال لم يعتمد الزيارة، وإنما أزاره (٤) الفكر، ومثله قام زيد، لا بل أقمته، وكأن قائل هذا يريد ما اعتمد زيد القيام بل أقمته أنا (٥) ويروى: «إذا نام فكر الخلو».

وقوله: «لم ينم»، لم يرد حقيقة النوم، وإنما أراد لم يسكن، ولم يفتر، كما يقال (٦): فلان لا ينام عن هذا الأمر، أي لا يفتر عنه، ولا يقصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>