للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* باب في نوح الحمام

قال أبو تمام:

أتضعضعت عبرات عينك أن دعت ... ورقاء حين تضعضع الإظلام (١)

لا تنشجن لها فإن بكاءها ... ضحك وإن بكاءك استغرام

هن الحمام فإن كسرت عيافة ... من حائهن فإنهن حمام (٢)

قوله: «أتضعضعت عبرات عينك» أي وهت، وانحل نظامها.

وقوله: «حين تضعضع الإظلام»: أي حين تقوض غلا أقله.

والنشيج: البكاء.

وههنا معارضات ومعارضات عورض بها أبو تمام في هذه الأبيات، وهي أن قيل:

قوله: «أتضعضعت عبرات عينك» إنكار على نفسه البكاء من أجل دعاء حمامة، كأنه يخسس (٣) أمرها، فما وجه قوله: «فإنهن حمام» فسهل أمرها أولاً، ثم أعظمه هذا التعظيم آخراً، هذا عين المناقضة.

ثم من ذا رآه قتله بكاء الحمام (٣) حتى يجعلهن حماما؟ وزعم أن بكاءها ضحك، والحمام إنما ينوح لفقد إلفه وفراخه فيطيل الترنم والنوح، فكيف يكون ذلك ضحكاً أو كالضحك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>