* ما قالاه في الرأي والتدبير في الحرب والمكر والخديعة والحزم وإمضاء العزم
قال أبو تمام في أبي دلف:
ويوم أرشق والهيجاء قد رشقت ... من المنية رشقاً وابلاً قصفا
فكان شخصك في إغفالها علماً ... وكان رأيك في ظلمائها سدفا
«وابل» شبهه بالمطر، والوابل: الشديد.
وقوله:«في إغفالها» أي: المواضع الخالية من الفرسان وأهل الحماية، أو: في المواضع التي يخفى فيها الفرسان أنفسهم لشدة الأمر.
وقوله:«وكان رأيك في ظلمائها سدفا» والسدف: اختلاط الضوء بالظلمة، ولهذا يذكر في الأضداد، فيجعل مرة الضوء، ومرة الظلمة، ولو جعل رأيه كالنهار، كان أجود على مذهبه، ولكن قد يستعمل في هذا أن يقال: قد وضح هذا الأمر كالفجر، وقد بان كالفجر، والسدف: هو وقت الفجر وبعده أيضاً، ولكن الفجر في هذا أجود من السدف وأحسن.