الله أكبر جاء أكبر من جرت ... فتعثرت في كنهه الأوهام (١)
من لا يحيط الواصفون بقدره ... حتى يقولوا قدره إلهام
قوله:«الله أكبر»، يقول فيما أظنه عند قدوم المأمون من خراسان، أي الله أكبر من كل أحد، قد جاء أكبر من جرت فتعثرت في كنهه الأوهام.
وكنه الشيء: غاية صفته.
وقوله:«حتى يقولوا قدره إلهام» من جنونه؛ لأن الإلهام هو ما يلقيه الله، عز وجل، في قلب الإنسان حتى يعرفه بغير تعرف، ويعلمه من غير تعلم، فيقول: لا يحاط بقدره إلا أن يكون ذلك إلهاماً من الله، جل وعز، فيعرف.
وقدر كل شيء: هو مبلغه، فيقول: سرنا قدر ميل، وقدر فرسخ، وأخذت منه قدر عشرين درهماً، أي مبلغ عشرين.
وإنما سمع الناس يقولون هذا أمر لا يقدر قدره، وسمع قول الله عز وجل:«وما قدروا الله حق قدره»(٢)، قيل في التفسير: ما عرفوه حق معرفته، فأراد أن ينجو بقدر المأمون هذا النحو فأخرجه بهذه العبارة المستكرهة.
يريد أن قدره لا يعرف إلا بالإلهام من الله جل جلاله.