سرت تستجير الدمع خوف نوى غد ... وعاد قتادًا كل مرقد (١)
قوله:«سرت» يريد أنها سهرت فكأنها قطعت الليل بالسهر، مستجيرة بالدمع، تبكي ليلها أجمع، ولم يرد أنها سارت ليلاً، فجعل سهرها سرى، وفسر ذلك بقوله:«وعاد قتاداً عندها كل مرقد».
وهذا ابتداء ليس من جيد الابتداءات، ولا من رديئها.
وقال أيضاً:
بدلت عبرة من الإيماض ... يوم شدوا الرحال بالأغراض (٢)
«الإيماض» أراد تبسمها وبريق (٣) ثغرها، جعله مثل وميض البرق.
يريد أنها بدلت من الضحك البكاء لما استعدوا للرحيل.
وهذا بتداء جيد.
وقد عابه «ابن عمار» وغيره لقوله: «الأغراض»، ولحنوه، وقالوا: الأغراض جمع غرض، وفعل لا يجمع على أفعال.