للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بكاء النساء المفارقات]

قال أبو تمام:

بدلت عبرة من الإيماض ... يوم شدوا الرحال بالأغراض (١)

أعرضت برهة فلما أحست ... بالنوى أعرضت عن الإعراض

غصبتها نحيبها عزمات ... غصبتني تبيتي واغتماضي (٢)

نظرت فالتفت منها إلى أحـ ... ـلى سواد رأيته في بياض

يوم ولت مريضة اللحظ والجفـ ... ـن وليست دموعها بمراض

قوله: «أعرضت عن الإعراض» ليس باللفظ الجيد، وهو من توليدات المتأخرين، ومثله قول البحتري:

شغل الرقيب وأسعدتنا خلوة ... في هجر هجر واجتناب تجنب (٣)

قوله: «غصبتها نحيبها» يريد أن عزماتي استخرجت نحيبها وأظهرته، وقد كانت تخرنه، فكأنها اغتصبتها إياه لما أظهرته.

وقوله: «غصبتني تبيتي» أي تلبثي، أي منعتني عزماتي من التلوم والتلبث، ومن النوم، فكأنها غصبتني ذلك، أي أخذته مني، وأزعجتني للرحلة.

وقال:

بسطت إليك بنانة أسروعا ... تصف الفراق، ومقلة ينبوعا (٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>