للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كادت لعرفان النوى ألفاظها ... من رقة الشكوى تكون دموعا

وهذا معنى حسن لطيف حلو.

والأسروع: واحد الأساريع، وهي دويبة بيضاء تكون في الرمل، تشبه بها الأصابع، وذلك قول امريء القيس:

وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع رمل، أو مساويك إسحل (١)

... وقال أبو تمام أيضاً:

بكته بما أبكته أيام صدرها ... خلي، وما يخلو له من جوى صدر (٢)

وقالت أتنسى البدر؟ قلت تجلداً ... إذا الشمس لم تغرب فلا طلع البدر

فأذرت جماناً من دموع نظامها ... على النحر إلا أن صائغها الشفر (٣)

وما الدمع ثان عزمتي ولو أنها ... سقى خدها من كل عين لها نهر

قوله: «إذا الشمس لم تغرب فلا طلع البدر» لم يرد بذلك امرأة أخرى سواها، وإنما جعل هذا القول احتجاجاً عليها، ورداً لكلامها، وليريها أن عزمه في السف صحيح، وأن كلامه لا يثنيه عن وجهه الذي يريده.

وقد بين هذا المعنى وأفصح بقوله: «تجلداً».

وهذه الأبيات صالحة، والمذهب فيها غير مستحلى، ولا مشتهى، وفيها

<<  <  ج: ص:  >  >>