للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب

مضت أنواع النسيب (١) كلها، وهذا باب أرسم فيه (٢) الأبواب التي خرجا فيها من النسيب إلى المديح.

اعلم أنهما جميعاً قد تعملا في بعض قصائدهما النسيب، وصلا به النسيب بالمديح، وأعرضا في كثير من أشعارهما عن هذا المعنى، وابتدآ بالمدح منقطعاً عما قبله، وكلا الوجهين قد فعله شعراء الجاهلية والإسلام، وكانوا كثيراً ما يقولون إذا فرغوا من النسيب وأرادوا المدح أو غيره من الأغراض: «فدع ذا»، فتجنبها المتأخرون واستقبحوها، وكذلك قولهم: «فعد عن ذا» وهي عندهم أحسن.

فمما قطعه أبو تمام مما قبله:

هن الحمام فإن كسرت عيافة ... من حائهن فإنهن حمام (٣)

ثم خرج إلى المدح فقال:

الله أكبر جاء أكبر من جرت ... فتعثرت في كنهه الأوهام

وقال:

حلمتني زعمتم وأراني ... قبل هذا التحليم كنت حليما (٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>