للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الشجاعة والبأس

فأما الشجاعة فليس ذلك من الخلال التي تعتمد في مدح الخلفاء، إلا أن

يكون خليفة قد عرف بها وشهر به، وكانت به مواقف فيه، لأن الملوك والعظماء ترفع أقدارهم عن أن يجعل الشاعر غرضه بالبأس والجود، فإن اعتمد ذلك شاعر، فسبيله أن يجعله في تضاعيف الخلال التي هي بالملك أخص، ألا ترى إلى قول البحتري في أبي الحسن بن عبد الملك بن صالح الهاشمي:

وكأنك العباس نبل خليقة ... وعلو هم في بني العباس

لو جل خلق قط عن أكرومة ... تثنى جللت عن الندى والباس

وإنما قال هذا، لأن الندى والبأس موجود في ساسة دواب عبيدهم، فضلاً عنهم.

فمن حكم الشاعر إن ذكر البأس أن يتأتى له كما تأتى البحتري في الجود،

بما أبان به الخليفة من غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>