وهذ ابتداء حسن وكلام حسن سجسج (٢)، ومعنى جيد بالغ.
وقد أخذ البحتري معنى هذا الصدر فوقع دونه فقال:
له الويل من ليل بطاء أواخره ... ووشك نوى حي تزم أباعره (٣)
وقد ذكرته في ابتداآت باب الفراق (٤).
... وقال البحتري:
هو الظلام فلا صبح ولا شفق ... هل يطلق الليل عن عيني فأنطلق (٥)
عجز هذا البيت في غاية الصحة والبراعة والحسن والحلاوة، ولكن قوله:
«والظلام فلا صبح» معنى [غير] صحيح؛ لتوقعه الصبح وهو مبطيء متأخر فما وجه قوله: ولا شفق، لأن من كان في الليل فإنما يتوقع الصبح ولا يتوقع الشفق، وأظنه أراد نحن في ظلام ولسنا في أول نهار ولا آخره.