للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ما قالاه في أوصاف الديار والبكاء عليها

قال أبو تمام:

طلل الجميع لقد عفوت حميدا ... وكفى على رزئي بذاك شهيدا

دمنٌ كأن البين أصبح طالباً ... دينا لدى آرامها وحقودا

قربت نازحة القلوب من الجوى ... وتركت شأو الدمع فيك بعيدا

خضلاً إذا العبرات لم تبرح لها ... وطناً سرى قلق المحل طريدا

وقوله " وكفى على رزئي بذاك شهيدا " ليس بالجيد، وقد ذكرت معناه فيما تقدم من ذكر معانيه في باب الابتداءات عند ذكر البيت، وقوله قربت نازحة القلوب من الجوى " يريد القلوب التي بعد عهدها بمرض الحب فأدنيتها من ذلك عند الوقوف عليك، يخاطب الطلل والدمن، وقوله " وتركت شأو الدمع فيك بعيداً " أي: دائماً طويلا، وقوله " خضلا إذا العبرات لم تبرح لها وطناً سرى قلق المحل طريداً " أي: من كان إنما يبكي في وطنه على الحوادث التي تحدث عليه فيه سرى هذا الدمع قلق المحل طريدا، أي اعتسف المسير لطوله حتى يحل بهذه الدمن، وهذا نحو من قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>