للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما وجدت على الأحشاء أبرد من ... دمعٍ على وطن لي في سوى وطني

فقوله " على وطن " يعني الرسوم والطلول التي يقف عليها، وهذا من جيد ألفاظه وصحيح معانيه، وغرضه فيما وصف من الدمع غرضٌ حسن، وأحسن منه وألطف وأغرب قوله:

أما الرسوم فقد أذكرن ما سلفا ... فلا تكفن عن شانيك أو يكفا

لا عذر للصب أن يقنى السلو ولا ... للدمع بعد مضى الحي أن يقفا

حتى يظل بماء سافحٍ ودمٍ ... في الربع يحسب من عينيه قدر عفا

وهذا المعنى ليس له، وإنما أخذه من قول أبي وجزة السعدي:

عيونٌ ترامى بالرعاف كأنها ... من الشوق صردانٌ تدب وتلمع

قيل في تفسيره: شبه الدمع وقد عصفره الدم بالرعاف، وشبه العيون - وهي تفيض بالدمع تارة وتحبسه أخرى - بالصردان تنتفض تارة وتظهر قريبا من الأرض تارة، وبيت أب يتمام أجود لفظاً ونظماً، ولا أظن البحتري ذهب إلى مثل هذا المعنى، ولا للمعنى الذي قبله

<<  <  ج: ص:  >  >>