للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* كره النساء للمشيب

قال أبو تمام:

ألم تر آرام الظباء كأنما ... رأت بي سيد الرمل والصبح أدرع

لئن جزع الوحشي منها لرؤيتي ... لإنسها من شيب رأسي أجزع (١)

وهذا غاية في حسنه وصحة معناه.

قوله: «سيد الرمل» يريد الذئب، وقوله: «والصبح أدرع» أي أوله مختلط بسواد الليل، يريد وقت طلوع الفجر، وكل ما اسود أوله، وابيض آخره فهو أدرع، وشاة درعاء للتي اسود رأسها وعنقها، وسائرها أبيض.

وإنما قال ذلك لأن الضباء تخاف الذئب في ذلك الوقت، لأن لونه يخفى فيه لغبشته، فلا تكاد تراه حتى يخالطها، وهو الوقت الذي تنتشر (٢) فيه الظباء، وتخرج من كنسها لطلب المرعى (٣)، والغنم يخرجها أهلها بعد هذا الوقت.

... وقال أبو تمام:

لعب البين بالمفارق بل جد ... دفابكى تماضراً ولعوبا (٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>