للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعل قائلاً يقول: إني قد تجاوزت فى هذا الباب، وقصرت، ولم تستقص جميع ما خرجه أبو الضياء بشر بن تميم من المسروق، وليس الأمر كذلك، بل قد استوفيت جميعه، فأوضحت، وسامحت بأن ذكرت مالعله لا يكون مسروقا "، وإن اتفق المعنيان أو تقاربا، غير أنى اطرحت سائر ماذكره أبو الضياء بعد ذلك لأنه لم يقنع بالمسروق الذى يشهد التأمل الصحيح بصحته، حتى تعدى ذلك إلى التكثير، وإلى أن أدخل فى الباب ما ليس منه، بعد أن قدم مقدمة افتتح بها كلامه.

وقال: ينبغي لمن نظر في هذا الكتاب أن لا يعجل بأن يقول: ما هذا مأخوذ من هذا، حتى يتأمل المعنى دون اللفظ، ويعمل الفكر فيما خفى، فإنما السرق في الشعر ما نقل معناه دون لفظه، وأبعد آخذه في أخذه.

قال: ومن الناس من يبعد هنه إلا عن مثل بيت ارمئ القيس وطرفة حين لم يختلفا إلا في القافية، فقال أحدهما " وتحمل " وقال الآخر " وتجلد ".

قال: وفي الناس طبقة أخرى يحتاجون إلى دليلٍ من اللفظ مع المعنى، وطبقة يكون الغامض عندهم بمنزلة الظاهر، وهم قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>