ويصلح أن يكون في باب «تعجرف الجواد على ماله»، قول البحتري:
غريب السجايا ما تزال عقولنا ... مدلهة في خلة من خلاله
إذا معشر صانوا السماح تعسفت ... به همة مجنونة في ابتذاله
قوله:«إذا معشر صانوا السماح» معنى رديء، لأن البخيل ليس من أهل السماح، فيكون له سماح يصونه، وسواء عليه قال: صانوا السخاء، أو صانوا الجود أو صانوا الكرم، فإن هذا كله لا يملك البخلاء منه شيئاً، وهو منهم بعيد، فكيف يصونونه؟، فإن قيل: إنما أقام السماح مقام الشيء يسمح به، وفي مجازات العرب ما هو أبعد من هذا، قيل: البحتري لا يسوغ له مثل ذلك ولا يجوز له، لأنه متأخر، لا سيما وليست ها هنا ضرورة؛ لأنه قد كان يمكنه أن