للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الموازنة بعد الابتداءات من الأبيات

اعلم أن تأبين الميت كمدح الحي، لا فرق بينهما إلا ما يفترق بذلك من ذكر التوجع وأنواعه، فلا يمكن الموازنة بين قصيدة وقصيدة، كما لم يمكن ذلك في قصائد المدح، لأن القصيدة الواحدة تتضمن من المعاني ما ليس في القصيدة الأخرى، ولو اعتمدنا أن نعرف أيهما أشعر في جملة مراثيه حتى نثبت قصائدهما بأسرها في هذا الباب لم يخلص لأبي تمام إلا قصيدتان، وهما:

«كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر»

وقوله:

«ما زالت الأيام تخبر سائلا»

ومقطوعتان تقومان مقام قصيدة وهما:

«أصم بك الناعي وإن كان أسمعا»

وقوله:

«أي القلوب عليكم ليس ينصدع»

فإنه برز في القصائد وأحسن وأجاد لفظاً ومعنى وسبكاً، حتى كأنها من بحر غير بحره، ومن معدن سوى معدنه، وكان يظهر تقصيره في باقي

<<  <  ج: ص:  >  >>