قد جرت العادة في كل باب أن تعتبر فيه الابتداءات، فيجب أن أقدم ابتداءات هذا الباب.
قال أبو تمام:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر
قد عابه قوم من متقدمي الشيوخ بهذا، وقالوا: قوله «كذا» إشارة إلى مجهول غير معروف، وقالوا: كان ينبغي أن يقول كما قال البحتري:
انظر إلى العلياء كيف تضام ... ومآتم الأحساب كيف تقام
فأوضح المعنى بقوله:«ومآتم الأحساب كيف تقام»، وليس هذا العجز بمبين عن معنى صدره كما ذكروا، وإنما هو قسم منسوق على قسم آخر، له معنى غير معناه، فقوله:«انظر إلى العلياء كيف تضام» مثل قول أبي تمام: