للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ما قالاه في المراثي

قد جرت العادة في كل باب أن تعتبر فيه الابتداءات، فيجب أن أقدم ابتداءات هذا الباب.

قال أبو تمام:

كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر

قد عابه قوم من متقدمي الشيوخ بهذا، وقالوا: قوله «كذا» إشارة إلى مجهول غير معروف، وقالوا: كان ينبغي أن يقول كما قال البحتري:

انظر إلى العلياء كيف تضام ... ومآتم الأحساب كيف تقام

فأوضح المعنى بقوله: «ومآتم الأحساب كيف تقام»، وليس هذا العجز بمبين عن معنى صدره كما ذكروا، وإنما هو قسم منسوق على قسم آخر، له معنى غير معناه، فقوله: «انظر إلى العلياء كيف تضام» مثل قول أبي تمام:

«كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر».

<<  <  ج: ص:  >  >>