للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البكاء على الظاعنين]

قال أبو تمام:

فارقتنا وللمدامع أنوا ... ء سوار على الخدود غواد (١)

كل يوم يسفحن دمعاً طريفاً ... يمتري مزنه شوق تلاد

واقعاً بالخدود والبرد منه ... واقع بالقلوب والأكباد (٢)

وهذا في البكاء مذهب حسن جداً، في أجود لفظ واضح سيال.

وقال أيضاً فأحسن كل الإحسان:

رد الجموح الصعب أيسر مطلباً ... من رد دمع قد أصاب مسيلا (٣)

وقال البحتري في ضد هذا المعنى:

وقفنا والعيون مشغلات ... يغالب دمعها نظر كليل (٤)

نهته رقبة الواشين حتى ... تعلق لا يغيض ولا يسيل

والناس لبيت البحتري، ونحو مذهبه فيه أشد استحساناً؛ لكثرة ما يشاهده مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>