للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الدعاء للديار بالسقيا والخصب والنبات]

قال أبو تمام:

سقى ربعهم لا بل سقى منتواهم ... من الأرض أخلاق السحاب الحواشك (١)

وألبسهم عصب الربيع ووشيه ... ويمنته نبت الثرى المتلاجك (٢)

إذا غازل الروض الغزالة نشرت ... زرابي في أكناحهم ودرانك (٣)

إذا الغيث غادى نسجه خلت أنه ... مضت حقبة له وهو حائك (٤)

قوله: «حواشك» جمع حاشكة، وهي الناقة التي قد اجتمع لبنها في خلفها شبه السحاب بها، والحشك: اسم الدرة (٥) المجتمعة.

والمتلاحك: الذي قد تكاثف وتداخل بعضه في بعض، من الملاحكة في البناء ونحوه.

وقوله: «حقبة حرس» في غاية الرداءة؛ لأن الحقبة، السنة: وجمعها حقب.

والحرس: الدهر، وذكر السنة مع الدهر جهل بموضوعات الكلام، وخروج عن العادات، ومتى سمع أحداً يقول: ما رأيته مذ سنة دهراً، وقد مضى له سنة دهر ما يكلمنا؟

فأما جعله الغيث كأنه كان حائكاً، فمن مضاحيك معانيه وألفاظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>