للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البحتري:

أسقى ديارك والسقيا يقل لها ... إغزار كل ملث الودق ثجاج (١)

يلقى على الأرض من حلي ومن حلل ... ما يمنع العين حسن وإبهاج

فصاغ ما صاغ من تبر ومن ورق ... وحاك ما حاك من وشي وديباج

فصوغ الغيث [النبت] (٢) وحوكه للنبات ليس باستعارة، بل هو حقيقة، ولكن يقال: هو صائغ، ولا كأنه صائغ، وكذلك لا يقال: حائك، وعلى أن لفظة حائك خاصة في غاية الركاكة إذا خرجت على ما جاء به أبو تمام.

وقال البحتري:

فسقاهم وإن أطالت نواهم ... خلفة الدهر ليله ونهاره (٣)

كل جون إذا ارتقى البرق فيه ... أوقدت للعيون بالماء ناره

إن أقام ارتوى الظماء وإن سا ... رت أقامت أنيقة آثاره

باتفاق من خضرة الروض نضر ... واختلاف يجده نواره

كسفور الفتاة عن حسن خد ... يتكافا ابيضاضه واحمراره (٤)

وهذا كله جيد، حسن لفظه ومعناه.

وقوله: «يتكافى ابيضاضه واحمراره» ما لحسنه نهاية.

وقال أيضاً يصف آثار الغيث، وليس بدعاء للدار بالسقيا (٥):

<<  <  ج: ص:  >  >>